الانتباه المختطف: الاقتصاد الجديد

إذا كان المنتج مجانيا، فأنت المنتج.

هذه الجملة ليست مجرد اقتباس متداول نقطفه من أدنى ما تدلى من ثمار شجرة الثقافة العامة عندما نريد إثارة إعجاب من يكتفي بقراءة أكثر الكتب تحميلا فقط، بل حقيقة اقتصادية مؤسفة تعلمنا التأقلم معها عوض مقاومتها والاعتراض عليها:

• التطبيقات والمواقع "المجانية" تبيع انتباهك للمعلنين.
• كل دقيقة تقضيها على منصة رقمية تترجم إلى أرباح.
• نموذج نجاح الأعمال يعتمد على زيادة "وقت الشاشة"، لا على تحسين حياتك.

والأرقام تدعم ذلك: متوسط قيمة انتباهك السنوي للمنصات الرقمية الكبرى يتراوح بين 120–300 دولار  حسب المنطقة والديموغرافيا. حتى إن لم تكن تضغط إعلانات وتشتري، فكنت تساهم في دفع المحتوى للوصول لمن يفعل ذلك.

عملة الغضب والتشويق

أكثر عملة تداولا في هذه التجارة هي عملة الغضب والتشويق. المحتوى الذي يثير مشاعر قوية – خاصة الغضب، الخوف، أو الإثارة – يحظى بانتشار أكبر. السبب؟

1. الاستجابة العاطفية القوية تزيد من معدل التفاعل والمشاركة.
2. الخوارزميات تفضل المحتوى الذي يحقق أعلى نسبة تفاعل.
3. المشاعر السلبية (الغضب، الاستياء) تثير التفاعل أكثر من المشاعر الإيجابية.

بالمختصر المفيد، هؤلاء الناس قرروا أن أفضل طريقة لتحقيق الأرباح من انتباهك وتعويض خدماتهم المجانية هي عبر إثارة غضبك.